نشرت وسائل الإعلام خبر استعداد النائب اليميني المتطرف الحقود في البرلمان الهولندي «خيرت فيلدرز»
نشر فيلمه المسمى بـ«الفتنة» الذي يتهجم على الإسلام ويهدف لإظهار القرآن الكريم على أنه يحض على الإرهاب والقتل وعدم التسامح، وقد اشتهر «فيلدرز» هذا بكراهيته للإسلام والتحريض عليه، وقد اعتبر قاضي أمور مستعجلة هولندي أن صاحب الفيلم لم يخالف القانون باعتباره القرآن «كتاباً فاشياً» وأوضح القاضي في حكمه: «لا يمكن القول إن المدعى دعا إلى الكراهية أو العنف ضد المسلمين من خلال التعابير التي اختارها حتى وإن كانت تنطوي على استفزاز» ورفض شكوى الاتحاد الإسلامي الذي طلب أن يمنع النائب منعاً باتاً من الإدلاء بمثل هذه التصريحات ضد الإسلام، وقرر القاضي الهولندي «أن منعه بشكل عام من الإدلاء بتصريحات في المستقبل يشكل تعدياً غير مقبول على حريته في التعبير».
ليس جديداً ما روَّجه وسيروِّجه ذلك المتطرف من افتراءات عن القرآن وأحكامه، فقد هلك في ذلك من هلك من قبله، وإن اختلفت الوسائل باختلاف العصور فإننا نشهد في الآونة الأخيرة سلسلة هجمات متتابعة على الإسلام ونبيه خير الأنام عليه الصلاة والسلام، عن طريق رسوم مسيئة أو أفلام دنيئة أو ما شابه.
نعم إنها الفتنة بحق، لقد رد ذلكم المتعصب على نفسه عندما سمى فيلمه بالفتنة فالعنوان يدل على المعنون عليه، لكن على غير ما يفهم هو من ذلك، ففيلمه هذا فتنة أسقط نفسه فيها وسيجني ثمارها، وصدق الله عز وجل إذ يقول في كتابه الكريم: {ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} التوبة ـ 49.
إن الحرب على القرآن من قبل الكافرين حرب قديمة قال الله عنها: {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} فصلت ـ 26. {وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه} سبأ ـ 31. {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صدقينü بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عقبة الظلمين} يونس ـ 39-38. فالقرآن يذكرهم ويقربهم إلى طريق الهداية ولكن لا يزيدهم ذلك إلا بعداً عنه إلى طريق الغواية وذلك هو الخسران: {ولقد صرَّفنا في هذا القرآن ليذَّكروا وما يزيدهم إلا نفوراً} الإسراء ـ 41، {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظلمين إلا خساراً} الإسراء ـ 82.
إن القرآن العظيم كتاب تذكرة وسعادة وهدى ورحمة وبشرى وعدل وحكمة، صفات كثيرة وصف الله عز وجل بها القرآن فقال: {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقىü إلا تذكرةً لمن يخشى} طه ـ 3-2، {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفونü وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين} النمل ـ 77-76، {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرونü قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون} الزمرـ 28-27. {وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرينü قالوا يقومنا إنا سمعنا كتباً أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم} الأحقاف ـ 30-29، {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثل نضربها للناس لعلهم يتفكرون} الحشرـ 21، {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينت من الهدى والفرقان} البقرة ـ 185، {وما كان هذا القرآن أن يُفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتب لا ريب فيه من رب العلمين} يونس ـ 37 {والقرآن الحكيم} يس ـ 2.
إن الحدود الشرعية التي جاء بها القرآن والشرع لها حكم كثيرة فهي جوابر وروادع فالقصاص مثلا بيَّن الله حكمته بقوله: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون} البقرة ـ 179.
قال ابن كثير رحمه الله في «تفسيره 212/1»: «يقول تعالى وفي شرع القصاص لكم وهو قتل القاتل حكمة عظيمة وهي بقاء المهج وصونها لأنه إذا علم القاتل أنه يقتل انكف عن صنيعه فكان في ذلك حياة للنفوس وفي الكتب المتقدمة القتل أنفى للقتل فجاءت هذه العبارة في القرآن أفصح وأبلغ وأوجز «ولكم في القصاص حياة» قال أبو العالية جعل الله القصاص حياة فكم من رجل يريد أن يقتل فتمنعه مخافة أن يقتل، وكذا روي عن مجاهد وسعيد بن جبير وأبي مالك والحسن وقتادة والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان «يا أولي الألباب لعلكم تتقون» يقول يا أولي العقول والأفهام والنهي لعلكم تنزجرون وتتركون محارم الله ومآثمه».
وهكذا بقية الحدود لها حكم ربانية ذلك لأن القرآن تنزيل من حكيم عليم كما قال عز وجل: {وإنك لتلقَّى القرآن من لدن حكيم عليم} النمل ـ 6، {إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاًü فأصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً} الإنسان ـ 24-23.
إن ما فعله ذلك المسمى بـ«القاضي!!» ـ من عدم اعتبار صاحب الفيلم المفتري داعياً إلى الكراهية والعنف ضد المسلمين من خلال التعابير التي اختارها في تصريحاته والصور واللقطات التي كون منها فيلمه مع إقراره بأنها تنطوي على استفزاز، ورفض الدعوى بإيقافه معللاً ذلك بأنه يشكل تعدياً غير مقبول على حريته في التعبير ـ لمن العجب العجاب الذي يتحير في وصفه أولو العقول والألباب، فما هي صور الدعوى للكراهية والعنف ضد المسلمين إن لم تكن هذه الصورة أعظمها، فهل هذا الأمر يحتاج إلى جدال أم أن الأمر كما قيل: طاح ميزان الجدال
واستراح البُله فينا
أين العدل أيها القاضي؟! أهذا هو العدل الذي أعطيت القسم على تطبيقه عند استلامك للقضاء، أم أنه التعصب والتطرف، أهذا الهراء وذاك الافتراء يدخل في حرية التعبير عن الرأي، أما سمعت وزير خارجيتكم حين قال: «حرية التعبير لا تعني الحق في إهانة الآخرين» الذي فشل هو ووزير العدل في إقناع النائب المتعصب في الرجوع عن بث الفيلم، أهكذا يكون الموقف من الظلم؟!
لماذا يتجرأ القاصي والداني اليوم على الإسلام؟ هل هو ضعف الأنظمة؟ أم سكوت العلماء؟ أم جهل الغرب بالإسلام، أم سعي السياسيين العنصريين لكسب أصوات مؤيديهم؟ أم هي نظرية المؤامرة في عصر التطبيق؟ أم هي سنة الحياة في عصر الاستضعاف؟ أم بذنوبنا وبما كسبت أيدينا؟
أسئلة محيرة مظلمة أضاء لي فيها ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الآكلة على قصعتها قال: قلنا يا رسول الله: أمن قلة بنا يومئذ قال: أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: حب الحياة وكراهية الموت».
نشر فيلمه المسمى بـ«الفتنة» الذي يتهجم على الإسلام ويهدف لإظهار القرآن الكريم على أنه يحض على الإرهاب والقتل وعدم التسامح، وقد اشتهر «فيلدرز» هذا بكراهيته للإسلام والتحريض عليه، وقد اعتبر قاضي أمور مستعجلة هولندي أن صاحب الفيلم لم يخالف القانون باعتباره القرآن «كتاباً فاشياً» وأوضح القاضي في حكمه: «لا يمكن القول إن المدعى دعا إلى الكراهية أو العنف ضد المسلمين من خلال التعابير التي اختارها حتى وإن كانت تنطوي على استفزاز» ورفض شكوى الاتحاد الإسلامي الذي طلب أن يمنع النائب منعاً باتاً من الإدلاء بمثل هذه التصريحات ضد الإسلام، وقرر القاضي الهولندي «أن منعه بشكل عام من الإدلاء بتصريحات في المستقبل يشكل تعدياً غير مقبول على حريته في التعبير».
ليس جديداً ما روَّجه وسيروِّجه ذلك المتطرف من افتراءات عن القرآن وأحكامه، فقد هلك في ذلك من هلك من قبله، وإن اختلفت الوسائل باختلاف العصور فإننا نشهد في الآونة الأخيرة سلسلة هجمات متتابعة على الإسلام ونبيه خير الأنام عليه الصلاة والسلام، عن طريق رسوم مسيئة أو أفلام دنيئة أو ما شابه.
نعم إنها الفتنة بحق، لقد رد ذلكم المتعصب على نفسه عندما سمى فيلمه بالفتنة فالعنوان يدل على المعنون عليه، لكن على غير ما يفهم هو من ذلك، ففيلمه هذا فتنة أسقط نفسه فيها وسيجني ثمارها، وصدق الله عز وجل إذ يقول في كتابه الكريم: {ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} التوبة ـ 49.
إن الحرب على القرآن من قبل الكافرين حرب قديمة قال الله عنها: {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} فصلت ـ 26. {وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه} سبأ ـ 31. {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صدقينü بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عقبة الظلمين} يونس ـ 39-38. فالقرآن يذكرهم ويقربهم إلى طريق الهداية ولكن لا يزيدهم ذلك إلا بعداً عنه إلى طريق الغواية وذلك هو الخسران: {ولقد صرَّفنا في هذا القرآن ليذَّكروا وما يزيدهم إلا نفوراً} الإسراء ـ 41، {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظلمين إلا خساراً} الإسراء ـ 82.
إن القرآن العظيم كتاب تذكرة وسعادة وهدى ورحمة وبشرى وعدل وحكمة، صفات كثيرة وصف الله عز وجل بها القرآن فقال: {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقىü إلا تذكرةً لمن يخشى} طه ـ 3-2، {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفونü وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين} النمل ـ 77-76، {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرونü قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون} الزمرـ 28-27. {وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرينü قالوا يقومنا إنا سمعنا كتباً أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم} الأحقاف ـ 30-29، {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثل نضربها للناس لعلهم يتفكرون} الحشرـ 21، {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينت من الهدى والفرقان} البقرة ـ 185، {وما كان هذا القرآن أن يُفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتب لا ريب فيه من رب العلمين} يونس ـ 37 {والقرآن الحكيم} يس ـ 2.
إن الحدود الشرعية التي جاء بها القرآن والشرع لها حكم كثيرة فهي جوابر وروادع فالقصاص مثلا بيَّن الله حكمته بقوله: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون} البقرة ـ 179.
قال ابن كثير رحمه الله في «تفسيره 212/1»: «يقول تعالى وفي شرع القصاص لكم وهو قتل القاتل حكمة عظيمة وهي بقاء المهج وصونها لأنه إذا علم القاتل أنه يقتل انكف عن صنيعه فكان في ذلك حياة للنفوس وفي الكتب المتقدمة القتل أنفى للقتل فجاءت هذه العبارة في القرآن أفصح وأبلغ وأوجز «ولكم في القصاص حياة» قال أبو العالية جعل الله القصاص حياة فكم من رجل يريد أن يقتل فتمنعه مخافة أن يقتل، وكذا روي عن مجاهد وسعيد بن جبير وأبي مالك والحسن وقتادة والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان «يا أولي الألباب لعلكم تتقون» يقول يا أولي العقول والأفهام والنهي لعلكم تنزجرون وتتركون محارم الله ومآثمه».
وهكذا بقية الحدود لها حكم ربانية ذلك لأن القرآن تنزيل من حكيم عليم كما قال عز وجل: {وإنك لتلقَّى القرآن من لدن حكيم عليم} النمل ـ 6، {إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاًü فأصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً} الإنسان ـ 24-23.
إن ما فعله ذلك المسمى بـ«القاضي!!» ـ من عدم اعتبار صاحب الفيلم المفتري داعياً إلى الكراهية والعنف ضد المسلمين من خلال التعابير التي اختارها في تصريحاته والصور واللقطات التي كون منها فيلمه مع إقراره بأنها تنطوي على استفزاز، ورفض الدعوى بإيقافه معللاً ذلك بأنه يشكل تعدياً غير مقبول على حريته في التعبير ـ لمن العجب العجاب الذي يتحير في وصفه أولو العقول والألباب، فما هي صور الدعوى للكراهية والعنف ضد المسلمين إن لم تكن هذه الصورة أعظمها، فهل هذا الأمر يحتاج إلى جدال أم أن الأمر كما قيل: طاح ميزان الجدال
واستراح البُله فينا
أين العدل أيها القاضي؟! أهذا هو العدل الذي أعطيت القسم على تطبيقه عند استلامك للقضاء، أم أنه التعصب والتطرف، أهذا الهراء وذاك الافتراء يدخل في حرية التعبير عن الرأي، أما سمعت وزير خارجيتكم حين قال: «حرية التعبير لا تعني الحق في إهانة الآخرين» الذي فشل هو ووزير العدل في إقناع النائب المتعصب في الرجوع عن بث الفيلم، أهكذا يكون الموقف من الظلم؟!
لماذا يتجرأ القاصي والداني اليوم على الإسلام؟ هل هو ضعف الأنظمة؟ أم سكوت العلماء؟ أم جهل الغرب بالإسلام، أم سعي السياسيين العنصريين لكسب أصوات مؤيديهم؟ أم هي نظرية المؤامرة في عصر التطبيق؟ أم هي سنة الحياة في عصر الاستضعاف؟ أم بذنوبنا وبما كسبت أيدينا؟
أسئلة محيرة مظلمة أضاء لي فيها ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الآكلة على قصعتها قال: قلنا يا رسول الله: أمن قلة بنا يومئذ قال: أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: حب الحياة وكراهية الموت».