grade23

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الصف الثاني الإعدادي3


    الذين انصفوا الاسلام

    cleon1995
    cleon1995


    المساهمات : 102
    تاريخ التسجيل : 19/03/2009

    الذين انصفوا الاسلام Empty الذين انصفوا الاسلام

    مُساهمة  cleon1995 الإثنين مارس 30, 2009 3:58 am

    بكلمات واضحة الدلالة وعبارات قوية وفاصلة قال الكاتب الأيرلندي الشهير برناردشو : " لقد درست الإسلام، وهو الحقيقة التي جاء بها محمد ليجمع العالم على الحب والسلام والخير، فهو النبي الذي جاء لينقذ الإنسانية، وأن رجلا مثله لو حكم العالم بإيثاره و أخلاقه لجلب له السعادة والسلام، فقد برهن الإسلام منذ ساعاته الأولى أنه دين الأجناس جميعاً، فهو الدين الذي ضم سلمان الفارسي، وبلال الحبشي، وصهيب الرومي، كما ضم مجموعة من النصارى واليهود وعبدة الأوثان، حيث انصهر الجميع فى بوتقة واحدة دون فروق بينهم على الإطلاق، ولم يحس أي منهم بأنه غريب عن الإسلام الذي جمع أجناساً عديدة فيهم الأسود و الأبيض و الأصفر، فكانوا جميعاً متساويين وسعداء.
    ويؤكد الكاتب الصحفي الراحل السيد عبد الرؤوف أن برناودشو بدأ اهتمامه و إعجابه الفائق بشخصية النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – على الرغم من أنه نشأ فى أسرة بروتستانتية، وعلى الرغم من أن أباه كان سكيرا، وكذلك كان شقيق والدته الذي كان يجهر بعدائه للدين، وكان قبل ذلك يحرص على الذهاب للكنيسة كل أحد، كما كان يحرص على أداء الصلاة قبل النوم، إلا أنه شعر أن الناس يفعلون ذلك من باب العادة وليس العبادة.
    وقد أكد جورج برناردشو أن محمداً – صلى الله عليه وسلم – هو المثل الأعلى للشخصية الإنسانية، وأن خير ما فى حياة هذا النبي أنه لم يسخر سلطته الدينية فى سبيل مآرب شخصية، ولم يحاول السيطرة على عقول الناس، كما لم يحول بين المؤمن وربه، أو يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لذلك، وقد دفعه إعجابه الفائق بشخصية النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى التفكير فى تأليف مسرحية عن النبي محمد- صلى الله عليه وسلم – تأسياً فى ذلك بالشاعر الألماني جوته، الذي سبق برناردشو حين حاول كتابة مسرحية عن النبي، إلا أنه اكتشف صعوبة تمثيل شخصية الرسول على المسرح، ومن ثم فقد عدل عن الفكرة احتراماً لمشاعر المسلمين الذين يكرهون أن يظهر نبيهم فى إحدى المسرحيات حتى ولو لم يكن في ذلك أي تجريح، ولكنه كان يستهدف الإشادة بهذا النبي والثناء عليه، كما كان يخشى من نقمة الغربيين الذين كانوا لا يطيقون أن يذكر المسلمون بخير أمامهم، وهم الضعفاء الخاضعون لهم، وهذا يعني أن شو قد فهم روح الإسلام كدين إصلاحي عالمي فهما صحيحاً، وكان يكن لرسوله تقديراً جما، ولهذا فضل الحديث عن الإسلام بطريقة رمزية، وكان يود أن ينهج فى الإصلاح نفس النهج الذي نهجه رسول الإسلام، وهو استمرار لنهج المسيح عليه السلام، ولذلك كان يدافع عنه، ويبطل حجة من يقولون بوجود عداء عضوي بين الإسلام والمسيحية.
    وقد اهتدى برناردشو إلى عظمة الإسلام، وعظمة نبيه الكريم، وتصدى للدفاع عنه فى وقت كان الجانب الأكبر من العالم العربي والإسلامي محتلاً، ولم يأب بالهجوم الذي تعرض له – صلى الله عليه وسلم – من أكثر من دولة أوروبية، وقال إن ضعف المسلمين لم يحجب حقيقة هذا الدين، فقد كشف إمكانات هذا الدين باعتباره رسالة عظمى استهدفت إصلاح حال الإنسانية وعلاج مشكلاتها.
    وقد برز من بين المستشرقين الذين أنصفوا الإسلام الكاتبة الألمانية زيجريد هونكة التي شمرت عن ساعديها دفاعا عن هذا الدين، والرد على منتقديه بالحجة والبرهان، وقد ظهر ذلك واضحاً فى كتابها "شمس الإسلام تسطع على الغرب" وكتابها "الله ليس كذلك " وأخذت على عاتقها فى هذين الكتابين تصحيح صورة الإسلام مما ألصق به من تشويه متعمد فى وسائل الإعلام وفى المناهج والكتب الدراسية الغربية، ثم أنصفت نفسها بعد ذلك حين اعتنقت الإسلام، وقد كرمتها العديد من الدوائر والهيئات العلمية سواء فى المشرق الإسلامي أو فى الغرب المسيحي.
    وحرصت هونكه على دحض الكثير من الافتراءات الظالمة عن الإسلام بأسلوب أدبي رفيع ولغة جذابة، واعتمدت فى ذلك على آيات من القرآن الكريم التي أكدت فيها صحة العقيدة كما جاء بها القرآن الكريم، فلم يفرض المسلمون على الشعوب المغلوبة الدخول فى الإسلام فتركوا لهم بيوت عبادتهم، وكهنتهم دون أذى، كما أبرزت مكانة العلم فى الإسلام بقولها :"لقد أوصى محمد كل مؤمن أن يطلب العلم الذي هو واجب ديني ذلك أن العلم يخدم الدين، وهي بهذا تدحض ادعاءات بولس الرسول الذي قال : " إن الرب يصف المعرفة الدنيوية بالغباوة"، وكذلك أبطلت حجة مجمع رؤساء الكنائس الذي انعقد فى باريس حيث دعا رجال الدين المسيحي إلى عدم قراءة كتب العلوم الطبيعية، واعتبر ذلك خطيئة كبرى لا تغتفر، وقالت فى ذلك إن المسلمين هم الذين أسسوا المنهج التجريبي فى الكيمياء و الفيزياء و الطب والجيولوجيا وحساب المثلثات، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من الاكتشافات والاختراعات فى مختلف فروع العلوم، والمسلمون بهذا هم الذين مهدوا أمام الفرس الأساليب الصحيحة فى ميادين البحث العلمي لمعرفة أسرار الطبيعة.
    وتؤكد هونكه أن كل معرفة علمية تم تقديمها لأوروبا كان مصدرها المسلمون، وفى مقابلة صحفية معها عام 1999 صرحت قبل رحيلها بأنها كانت تستنكف الآراء المتحيزة وغير الدقيقة عن الإسلام.
    ولعل من أبرز من أنصفوا الإسلام كذلك الأمير تشارلز فقد أشار إلى جذور المشكلة التي تكمن فى الصراع الذي نشأ بين الإسلام و الغربيين الذين ينظرون إلى هذا الدين على أنه السبب الرئيسي فى نشوب الحروب الأهلية الدامية، كما أنهم كانوا يرون أن أحكام الشريعة الإسلامية غير عادلة، ولهذا أكد ولي عهد بريطانيا أن الغرب فى حاجة إلى فهم صحيح للدين الإسلامي وإلى التمييز بين الإسلاميين و المتطرفين، وأكد أن التطرف ليس حكراً على الإسلام دون غيره من الديانات الأخرى.
    وقال الأمير تشارلز إن الغربيين يتجاهلون كثيراً من السمات التي تفخر بها أوروبا المعاصرة والتي جاءت من الأندلس، ومن ثم فإنه يجب أن يفهم الطرفان بعضهما البعض لإبعاد شبح الخوف و التشكيك، والقضاء على سوء الفهم المتبادل بين الطرفين، فلا يجب الحكم على الإسلام بسلوك بعض المتطرفين لأنه ليس من مصلحة الغرب أو المسلمين أن يكون هناك عداء خفي أو مكشوف وصراع مستمر بين الجانبين، لا سيما أن الإسلام يحث أتباعه على التفاهم المتبادل والحوار الحضاري والتعاون المثمر بين الجانبين، و آيات القرآن الكريم واضحة فى هذا الصدد لا لبس فيها ولا غموض، فالإسلام ليس ديناً عدوانياً أو إرهابياً أو دموياً، ولكنه دين سلام يحترم الكرامة الإنسانية، ويدعو إلى التسامح والعدل، ويحض على التعاون من أجل سعادة البشرية جمعاء.
    وأرجع ولي عهد بريطانيا أسباب سوء فهم الغرب للإسلام إلى أن الغربيين لايزال أغلبهم ينظر إلى هذا الدين بمنظار القرون الوسطى، كما لا تزال الأحكام المسبقة والمفاهيم المغلوطة مترسخة فى العقلية الغربية، ولايزال الأطفال فى المدارس الغربية يدرسون المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، فيشبون وهم مشبعون بهذه المفاهيم، كما تقوم وسائل الإعلام فى الغرب بالترويج لهذه الصور المشوهة.
    وهكذا أكد الأمير تشارلز على ضرورة إزالة أسباب سوء الفهم فى الجانب الغربي، والبعد عن النظرة الاستعلائية الآحادية التي ترى أن الحضارة الغربية وقيمها هي وحدها التي يجب أن تسود بصورة مطلقة، الأمر الذي يعني إلغاء الآخر بما له من ميراث حضاري و قيمي يعتز به، وهنا تصبح نقطة الانطلاق الصحيحة فى الحوار بين الجانبين يجب أن تبدأ من القواسم المشتركة، وترتكز على المصالح الحقيقية لكلا الجانبين، وتقوم على قاعدة صلبة من الاحترام المتبادل، فليس هناك معنى لأن تظل النظرة الغربية للإسلام و المسلمين مغلفة بضباب الحروب الماضية وصراعات الحروب الوسطى، وقد أشاد الأمير تشارلر بالميراث العلمي الإسلامي الضخم الذي يتراوح ما بين الرياضيات والفلك والعلوم و الطب والجغرافيا و الفنون.
    لذا يتعين على المسلمين والغربيين العمل بجدية أكثر من ذي قبل لإزالة شبح الشك والخوف لخلق عالم أفضل وأكثر أماناً للأجيال القادمة، وهنا يجب ألا يظن أحد الطرفين أنه وحده القادر على احتكار الحقيقة، فقد عانى الطرفان كثيراً بسبب عدم فهمهما لبعضهما البعض، وبسبب التحيز و الجهل والمغالاة والشك والريبة.
    أما ليوبولد فايس leopold Weiss والذي اعتنق الإسلام، وأصبح اسمه "محمد أسد"، والذي ولد بالنمسا فقد أشار إلى أن حياة المسلمين الحالية تعتبر بعيدة كل البعد عن الحياة الكريمة التي كفلها لهم الإسلام، لأن كل ما فى الإسلام من قوة دافعة قد انقلب عند المسلمين إلى كسل وجمود، وما كان فيه من كرم وبذل وعطاء أضحى بينهم ضيقاً فى الأفق، وأضاف فايس قائلا : " لقد تملكتني الحيرة عندما رأيت هذا التناقض العجيب بين ما كان فى ماضى المسلمين و حاضرهم، كما أنني أشفق على الإسلام بسبب اللامبالاة السائدة بين المسلمين".
    وكان محمد أسد يرى أن خلاص البشرية يكمن فى اتباع تعاليم الإسلام، وأن نهضة الأمة الإسلامية تكمن فى التمسك بأصول هذا الدين، وأنه يجب على المسلم أن يعيش مرفوع الرأس، و أن يدرك أنه شخص متميز، وأن يفخر بدينه وبرسوله.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 5:53 pm