يعجز القلم على أن يحيط بشيء بسيط من إشعاعات أنوارهم وفضاءات شموخهم وعجيب كراماتهم .. حسبهم أنهم يمارسون ذروة سنام الإسلام وشتان شتان بين من يقبع متثاقلاً إلى الأرض يتدثر بذله وجبنه ، وبين من يحلق عالياً يسطر لأمته
صفحات الفخار والمجد، إننا لانملك إلا أن نلهث وراءهم ونقتبس بعض الومضات من ملاحم البطولة التي يسطرونها ويذكون بها الروح في الأمة من جديد لعلها تعود وتتبوأ مكانها الصحيح في صدارة الأمم . حب الشهادة كان يسري في عروقه ويتملك وجدانه حتى أنه لم يستطع إخفاءه عن زوجته فكثيراً ما كان يسر لها برغبته في الشهادة وتحاول هي بضعفها الفطري ثنيه عن ذلك قائلة له : ولمن تتركنا ؟ فيقول بكل ثبات ويقين : " الله لا ينسى أحداً من عباده .. وربنا سيتكفل بكم ".. كانت تحاول إقناع نفسها بأن زوجها (سمير عليوه ) لن يقدم عملياً على تنفيذ ما قاله لها ولكنه في يوم الاثنين 30 أكتوبر أخبرها بأنه ذاهب ليستشهد ثم توجه إلى منزل والده وشرب هناك فنجاناً من الشاي وانطلق بعد ذلك إلى مكان المواجهات قرب معبر "المنطار " في قطاع غزة ، وأخذ يصول ويجول وهو يصب جام غضبه على جنود الاحتلال. ولأنه كان على موعد مع الشهادة فقد أصيب بعيار ناري متفجر أطلقه أحد جنود الاحتلال المتمترسين بالدبابات والجيبات العسكرية فانفجر في صدره ومزق أحشاءه وبقي ينزف لساعات قبل أن تعرج روحه إلى بارئها في مستشفى الشفاء بغزة .. يصل نبأ استشهاده لبيت الشهيد فتتيقن زوجته أنه كان يعني ما يقول، بل إنها تخرج ظرفاً فيه بعض الوثائق الشخصية وتقول والدموع تنهمر غزيرة من عينيها " لقد كتب بخط يده عبارة " الشهيد سمير عليوه " على الظرف " .. أما ابنته الطفلة جميلة (11عاماً ) فتقول بصوت متهدج :"نعم أعلم أن أبي لن يعود إلى البيت بعد الآن .. قتله اليهود برصاصة في صدره .. إنني أكرههم لقد قتلوا أبي وتركوني أنا واخوتي أيتاماً ".. وتنتابها موجة من البكاء قبل أن تقول بحرقة :"حرام عليهم .. أبي كان طيباً معنا .. كان يحكي لنا قصصاً وحكايات .. إنني أحبه .. والآن أحبه أكثر .. " . يخيم الحزن والأسى على البيت الذي يتألف من غرفة بائسة من الصفيح يحوي الأم المفجوعة مع بناتها السبع وأكبرهن جميلة (11عاماً ) وأصغرهن لا تتجاوز الأربعة أشهر مع الطفل الوحيد موسى ذو الثمانية أعوام .. مسيرة تشييع الشهيد تنطلق من مستشفى الشفاء ليصلى عليه في مسجد خليل الرحمن وتجوب شارع صلاح الدين باتجاه مقبرة الشهداء حيث تتعالى صيحات لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله "..
صفحات الفخار والمجد، إننا لانملك إلا أن نلهث وراءهم ونقتبس بعض الومضات من ملاحم البطولة التي يسطرونها ويذكون بها الروح في الأمة من جديد لعلها تعود وتتبوأ مكانها الصحيح في صدارة الأمم . حب الشهادة كان يسري في عروقه ويتملك وجدانه حتى أنه لم يستطع إخفاءه عن زوجته فكثيراً ما كان يسر لها برغبته في الشهادة وتحاول هي بضعفها الفطري ثنيه عن ذلك قائلة له : ولمن تتركنا ؟ فيقول بكل ثبات ويقين : " الله لا ينسى أحداً من عباده .. وربنا سيتكفل بكم ".. كانت تحاول إقناع نفسها بأن زوجها (سمير عليوه ) لن يقدم عملياً على تنفيذ ما قاله لها ولكنه في يوم الاثنين 30 أكتوبر أخبرها بأنه ذاهب ليستشهد ثم توجه إلى منزل والده وشرب هناك فنجاناً من الشاي وانطلق بعد ذلك إلى مكان المواجهات قرب معبر "المنطار " في قطاع غزة ، وأخذ يصول ويجول وهو يصب جام غضبه على جنود الاحتلال. ولأنه كان على موعد مع الشهادة فقد أصيب بعيار ناري متفجر أطلقه أحد جنود الاحتلال المتمترسين بالدبابات والجيبات العسكرية فانفجر في صدره ومزق أحشاءه وبقي ينزف لساعات قبل أن تعرج روحه إلى بارئها في مستشفى الشفاء بغزة .. يصل نبأ استشهاده لبيت الشهيد فتتيقن زوجته أنه كان يعني ما يقول، بل إنها تخرج ظرفاً فيه بعض الوثائق الشخصية وتقول والدموع تنهمر غزيرة من عينيها " لقد كتب بخط يده عبارة " الشهيد سمير عليوه " على الظرف " .. أما ابنته الطفلة جميلة (11عاماً ) فتقول بصوت متهدج :"نعم أعلم أن أبي لن يعود إلى البيت بعد الآن .. قتله اليهود برصاصة في صدره .. إنني أكرههم لقد قتلوا أبي وتركوني أنا واخوتي أيتاماً ".. وتنتابها موجة من البكاء قبل أن تقول بحرقة :"حرام عليهم .. أبي كان طيباً معنا .. كان يحكي لنا قصصاً وحكايات .. إنني أحبه .. والآن أحبه أكثر .. " . يخيم الحزن والأسى على البيت الذي يتألف من غرفة بائسة من الصفيح يحوي الأم المفجوعة مع بناتها السبع وأكبرهن جميلة (11عاماً ) وأصغرهن لا تتجاوز الأربعة أشهر مع الطفل الوحيد موسى ذو الثمانية أعوام .. مسيرة تشييع الشهيد تنطلق من مستشفى الشفاء ليصلى عليه في مسجد خليل الرحمن وتجوب شارع صلاح الدين باتجاه مقبرة الشهداء حيث تتعالى صيحات لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله "..